الأخبار

ملفات ووثائق

علوم و تكنولوجيا

وحي من الذاكرة.. بقلم عبده الحسني

عبده الحسني   
صفحة الكاتب
كان يسيطر علينا شبح الخوف من الماضي المدجج بالاختلافات ، وبالعودة إلى تلك الأيام وتتبع تأريخها  هي نعمة حين كنا مختلفين لم نتداركها بعد ، ولم ندرك مضمون الاختلاف .
هكذا ساقتنا الأقدار منكسرين بائسين في لحظة ضعف ارتمينا في أحضان عجوز شمطاء ... كنا نجهل الأصوات التي كانت من حولنا ، تطالب ببناء دولة وقد كانوا في طريقهم إلىذلك..! وكنا وقتها نقدس شر شراكة الشيطان وحزبه المتمسك بنظام اشتراكي لا يتحول ولا يتغير وكأنه منصوص رباني.
فجأة أستسلمنا لأقطاب الشر القادمة من شمالها ، هبت ألينا وداهمت ثم أشعلت النار بين الشركاء وأشعلت الحرب بين الإخوانأرهقت وكلفت الجنوب وقتها الكثير من الأرواح وعادة بالجنوب إلى الوراء سنين كثيرة .. فعمدت على تحويل الاختلاف إلى خلاف .. من تفاوض يميني يساري حول بناء منظومة دوله مدنية بمؤسسات رأسماليه وانفتاح على العالم ليتغير مسار الدولة إلى خلاف وصدامات  .
هكذا اعتمدت حكومة الشمال الحيلولة وصنع الخلاف كوسيلة كي يستسهل لها غزو الجنوب وإغراءه بالوحدة وتحقيق هدفهم التي ما إن لبثت وحدتهم أربع سنين حتى تحولت إلى جحيم مستعر و نظام مستبد .. انكشف من خلالها نواياهم وبرزت سواعدهم ، جاهزة صوب الجنوب في حماس نحو نهب الأرض وإتلاف الإنسان .
وبعد كل  ما حصل هل سيتدارك أبناء الجنوب أخطاء الماضي ومحاولة إصلاح ذات البين والقبول بالأخر  وعدم السماح للإطرافالمترقبة الدخول في الشأن الداخلي للشعب الجنوبي . واستباق منا للقادم عندما يخرج الشعب الجنوبي إلى النور وتتحقق طموحه في تحقيق المصير ونيل الاستقلال هل يكون قد أخذ الشعب تجربة كافيه عما  تتطلبه ألدولهالجنوبيةمن خطط سياسيه واستراتيجيات اقتصاديه وعلاقات خارجية تعود بالنفع على أبناء الشعب . لندرك وقتها أن الماضي رحل ولن يعود بعد إن قسم الجنوبيينإلى صفين متناحرين و بفعل الصراعات الداخلية خسر الشعب خلالها خسائر فادحه واستفاد العدو المتربص من هذه الإحداث في خلخلة الترابط الجنوبي  لتمرير مشروع لوحدهاليمنية .
وإلى كل أبناء الشعب الجنوبي في الداخل والخارج، علينا طي صفحة الماضي والىالأبد  تنفيذ للتصالح والتسامح الذي اقسمنا أن نكون يدا واحده ضد عدو واحد .
كان في طفولتي وحي من الذاكرة وضرب من الخيال نحو تلك الوحدة التي مرت على إبائنا وجيلنا هذا ، وكأنها كابوس عاشها الجميع بمرها فقد أرهقت البال ومازالت جاثمة على صدورنا ولكن نهايتها بدأت تقترب ... هكذا القادم يخبرنا ولسان حال المستقبل كفيلة أنتلقنا كشباب دروس مفادها أن ما كان هو وحي من خيال أدعى الخير والقوة والتعاون ، لكنه في الواقع أضمر الشر وأظهر الضعف والانانيه . 
بقلم : عبده الحسني.