شعر : هذا المساء للدكتور محمد مسعد العودي
هذا المساء
هذا المساءُ محاصرٌ
بدبيبِ أحزاني عليكَ ومنكَ
يا نهراً يحاول أن يمزقَ نفسَهُ
ويفتتُ الكلماتِ في شفةِ النهارْ..
والشمسُ راقدةٌ هناكَ بقبرها المحزونِ
تنتظر الصباحْ..
هذا المساءُ يصرُّ أنْ لا يستريحَ من اللهاثِ
وراءَ قلبي
أيها الليل المغطى بالشتاتِ
إلى متى ستظل تنحت في جبين الحقِّ
فرعنة الشتات
إلى متى ستظل تقنعني بأن أبي عدوي.
.
إلى متى ستظل تقنعني بأن أخي عدوي..
إلى متى ستظل تقنعني بأن أخي عدوي..
إلى متى ستظل أذني تستكين لدغدغاتكَ
أيها اللصُّ الذي يغتالُ أيامي
يبعثرني على بقعِ الطوائف والمذاهبِ
وانهيارِ الأمكنةْ..
إني كفرتُ بكلِّ تلكَ الأمكنةْ..
إذْ ليسَ لي منها سوى عبثُ الغبارْ..
ولم أعدْ يا صاحِ أؤمنُ بالجهاتِ
ولا بمهزلةِ الجهاتِ
وليس لي منها سوى عبثُ الحصارْ..
وليس لي منها سوى هذا النزيف الأحمر القاني
كمهزلةِ القمارْ..