غزوة عدن الكبرى
غزوة عدن الكبرى
تحالفت قوى الشيطان في شمال اليمن إبان الوحدة اليمنيه والتفت على ميثاق الوحده الموقع بين الشطرين في عام 1990م ثم على وثيقة العهد والاتفاق الموقعه في الاردن بين الشمال والجنوب وأستمر ذلك النقض في العهود والمواثيق من قبل القوى المتنفذه إلى ان شن الشمال على الجنوب حرب ظالمة خلفت عشرات الالاف من القتلى مخلفة بذلك دمار هائل في الممتلكات والمؤسسات ثم تلاه نهب للاخضر واليابس ثم دخلت بعذ ذلك مرحلة مخاض الدوله المنتصره والتي حاولت بالتدريج القضى على هوية الجنوب شعب وارض متمثلة في اقصاء الكوادر الجنوبيه من اعمالهم وتهميشهم ووضعهم تحت الرقابه .. إن نضروا للاعلى وجدوا المشنقة وان دنوا للارض من تحتهم أرض مستعره .
وبيت القصد هنا أود أن اشير الى أن تيار الاخوان المسلمين المسمى حزب الاصلاح كان الذراع الايمن لشن هذه الحرب الظالمه تحت مبرر القضى على الأشتراكين بأعتبارهم أن ذلك فتح أعظم وامتداد للفتوحات الاسلامية ولولاهم لما أكتملت الرسالة المحمدية .. ولما وصل الاسلام بحذافيره الى اطراف الجزيرة العربيه ..هكذا كانوا يوهمون الشعب الشمالي الشقيق ليجدوا تعاطف شعبي ومبادرة وصلت حد إنفاق النساء لممتلكاتهن من الحلي والمجوهرات في سبيل القضى على هذه الامبراطوية التي لم يصلها الدين بعد ولهذا شنوا الحرب تحت وابل من الفتاوى التحرضية على قتل الابرياء وسفك الدماء .
متناسين في الوقت نفسه أن اخوانهم في الجنوب على درجة كافيه من الالتزام والحفاظ على اواصر المحبة والاخاء والعقيده .. رغم حزم نظام الحزب الاشتراكي وتضيق الخناق الا انه كانت هناك حياة دينيه وتسامح واخاء وامانة لا توصف ونظام لايفرق بين هذا وذلك جميعهم ينظمون تحت المذهب الواحد السني من القاع الى القمة لايوجد فرق او تباين أو أختلافات مذهبيه متناحره كما هو حاصل في الشمال .
وما ساعد تلك العصابة الاخوانيه هي القبيله بكل ما تحمله من تخلف وغباء فهي القوة البشريه التي أعاقت تقدم اليمن الشمالي على مر السنين خلال تعاقب السلطات منذو المملكة المتوكليه حتى الدولة المدنيه بحلمها ورمزها الحمدي ..واما من اعلن الحرب فهي القوة العسكرية في الشمال مدعومة بالقوى الدينيه والقبليه ليجدوا تنفيذ مبتغاهم تحت وصية لا وحدة الا بالحرب كما كان ينشدها سفاحهم انذاك.
وما هي ألا سنين من التلاعبات بالاوراق والوساطات حتى قضت الحرب على الشريك في عام 1994م واغتالت الوحده بدم بارد على حلم ابناءها ويقضة شبابها كان صوت الوحده يمثل اجمل الاهازيج منذ سنين تتغنى بة افواه الجنوبين بكل براءه وحلم قومي منشود منذ الازل ..فالجنوبين هم من قدم الجنوب بطبق من ذهب بكل مافيه من تنازلات لاجل الوحدة التي كانوا يحلمون بها .
ومرت ألايام حتى وضعت الحرب اوزارها مخلفة وراءها مدن جنوبيه مدمرة منهوبه فلا تركت مصانع ولا خدمات ولا مقرات حكوميه .. حتى المنازل الشخصيه تم نهبها بالكامل واخرجوا منها النساء والاطفال لتكتض الارياف وقتها بالنازحين من المدن وبالاخص مدينه عدن لتضحوا على انقاضها غابره دابرة ..ثم دخلت الجنوب من بعد ذلك مرحلة احتلال واضح من خلالها تم نهب كامل ثرواتها النفطية والسمكيه والزراعيه وتم البسط على مراكزها الحيويه واراضيها وتأميمها وصرفها للمتنفذين .
ودخلت البلاد مرحلة تصفيات القياده الجنوبيه وقمعها وتشريدها والتنكيل بابناها وتهميشهم عن طريق احرامهم من حقوقهم المدنيه كالعمل والوظيفة العامه .. لينبثق النور من بعدها بتوالد حركات معارضه في الجنوب تدين وتستنكر العبث الحاصل ثم مرت بمراحل تكوينات مختلفه حتى وصلت الى اشهار اكبر تكثل ثوري عرفته الجنوب وهو الحراك الجنوبي السلمي في 2007م ومن بعدها دخل جميع اطياف ابناء الجنوب مدنين وعسكرين واطفال ونساء في ثورة شعبية تهدف الى تقرير المصير وتحرير الجنوب متمثلة بمليونيات تتدفق الى ساحات المدن مع كل مناسبة تقتضي خروجهم وعصيان مدني لبعض الايام مع مسيرات شبه يوميه لتكن بذلك صاحبت براءة الاختراع في ربيع عربي بطابع ثوري سلمي ..و أربكت الحكومه المركزيه في صنعاء وهيأة لثورة في الشمال مما اسفر عن حوار وطني بين قوى صنعاء واهمين بذلك ان نتائجهم سوف تحل كل ما حصل في الجنوب مع سبق الاصرار في عدم المشاركة والرفض المسبق لنتائج هذا الحوار مالم يكون ندي بين الشطرين وتحت ظمانات دوليه يضمن للجنوبين تحقيق مصيرهم .
وفي الاخير ربما اجد اخي القارىء متلهف لمعرفة متى حدثت غزوة عدن الصغرى ؟ ولن يجد احدا هذه الاجابة الا من رافقنا حتى الاخير .. فالوحدة اليمنيه بنمطها الشكلي والفوري كانت غزوة صغيره سلمية تلتها الترتيبات للغزو الاكبر .