الأخبار

ملفات ووثائق

علوم و تكنولوجيا

حتى لا ننسى الجنــــــــوب ..... بقلم عبده الحسني

http://aldhalhnews.blogspot.com/search/label/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A
عبده الحسني
صفحة الكاتب
أنشغل الكثير منا بما يجري من صراع طائفي  في دماج بمحافظة  صعده شمال اليمن  ، فمنهم  من يؤجج الوضع اعلاميا  ومنهم من يفتي بغير علم ولا معرفه  ويدعوا للجهاد ، ومنهم من يستغل الوضع سياسيا لحاجة في أنفسهم .. ففي وضع كهذا اين علماء الطائفة الزيدية (الحوثيين) واين السلفين والاخوان من القيام بواجبهم حيال صراع سياسي ديني يحرق الاخضر واليابس مبشرا بمستقبل مظلم في شمال الشمال  عملا بقولة تعالى  (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) والى اين تقودهم أفكارهم الطائفية  القبلية المقيتة  فكلا الطرفين كانوا ومازالوا عشاق المنابر والفتاوى ومصادر التكفير لديهم اقرب ما تكون لأبسط امور الدنيا  الم يدركوا  قول المصطفى،ص ،" إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" .


وما يجري في دماج هي حرب سياسيه قبليه طائفيه بامتياز .. المد الشيعي يحاول غرس افكاره مع مواجهة من يعترضه ، وله دوافعه مع وجود جهات تدعمه ، في حين السلفيين وجودهم غرضه التوازن الطائفي في صعده بدوافع ودعم يتناسب مع دورهم ونشاطهم ، وهذا يخدم مراكز القوى داخل اليمن ويخدم القوى الإقليمية التي لها وكلاء ينوبون عنها في اليمن  .. وماذا يريد الطرفان من هذا الاستعداد لخوض حرب طويلة  لا داعي لها إلا استجابة للفكر المتزمت والاستسلام  لغريزة الانتقام ؟.

ويأتي ذلك متزامنا مع فشل مؤتمر الحوار الوطني ، ومحاول القوى المتشبثة بالوحدة التسويق لخلافات بين أعضاء مؤتمر الحوار القابعين في صنعاء بحثا عن ثغرات ربما تأويهم بعد فشل جميع محاولاتهم  ، ولم تكتفي تلك القوى المخربة والنافذة، بل ذهبوا لإشعال حرب بين الحوثين والسلفين  لعلهم  يلفتوا الأنظار ويشغلون الرأي العام ويرسلون رسالة مفادها أن الوقت غير مناسب لتقرير المصير الذي يطالبون فيه ابناء الجنوب تحت ثورة شعبية منذ سنين  .. وأن قبضة البلاد ما زالت تحت ايديهم وبإمكانهم في أي وقت اشعال فتيلة الحرب غير آبيهن بإراقة دماء الابرياء وسفك ارواحهم ، بعد ان يكونوا قد حقنوهم ووضعوهم  تحت التخدير الفكري والمذهبي  لتطال العدوى بعض شباب الجنوب ممن استقطبتهم قوى شماليه الى  مراكز تعليم  السلفية في منطقة دماج ، ليأتي التوقيت المناسب وتزج بهم في حرب ليس لهم فيها شأن ولا داعي ليعودوا على نعشهم ضحايا التظليل مستغلين بذلك عدم قدرتهم على التميز بين الحق والباطل بين واجبهم الثوري في الجنوب واستشهادهم في الشمال ..!

ولا ننسى محاولاتهم التي غالبا ما تفشل وتنكشف في زرع القاعدة في المحافظات الجنوبية كما حصل في ابين ولحج وحضرموت محاولة منهم تشوية صورة  الشعب الجنوبي امام العالم الخارجي  على ان  ارضهم خصبة لنموا  الجماعات المسلحة  من جانب ، ومن جانب آخر القضاء على اكبر عدد ممكن من القيادات الجنوبية  بالاغتيالات  كما نلاحظه كل يوم  ،  ومؤشرات سياستهم تقول أن هذا غير كافي ولابد من ايجاد  دسائس وخدع جديده تزيد من تواجدهم وسيطرتهم على ثروات وخيرات البلاد .

ومما لا يدع مجال للشك بأن النظام الحالي دولة وحكومة واطراف متحاورة ،  هي المستفيدة من وراء  أحداث دماج لصمتها  وعدم قدرتها في فرض قوتها لإيقاف المجازر مكتفية بوساطة  وكأن صعده دولة شقيقة ..! وبهذا تكون قد جنت الكثر من الدعم   والعوائد واهما التمديد لفترة اطول بحجة ما يجري في البلاد .
ويؤسفنا الكثير في الوقت  الذي تزهق فيه ارواح الجنوبين بدم بارد في جميع المدن قتل هنا وهناك من قبل قوات الامن والجيش اليمني بزيها المدني او العسكري ..! وفي الوقت ذاته لم تستطيع وزاره الداخلية والدفاع التدخل لفض الحرب الدائرة في صعده لإيقاف هذا الصراع المذهبي الطائفي الاشد خطرا على مستقبل دولة الشمال مقارنة مع  النسيج المترابط الجنوبي الخالي من كل شوائب الطائفية والمذهبية .

 وأخيرا يجب أن لا ننسى قضيتنا الأساسية  قضية شعب الجنوب وعدم الانشغال بما دونها  ، ومهما حصل في شمال الشمال من صراع مختلق يجب أن نتعامل معه من مبدا الحياد ،  ونقف ضد الطرف الاكثر تعنت  مع مطالبتنا للدولة التدخل السريع لإيقاف نزيف الدماء  وادانتنا الشديدة لكل من يقف وراء هذه الحرب من القوى المتربصة والمستفيدة .


كتب* / عبده علي الحسني