قصص وحكايات مذهلة يرويها الأهالي .. كيف حول عسكر "أبو العوجاء" ملاح ردفان إلى ساحة للقتل والنهب والدمار
ملاح ردفان .. لم يعد هناك ثمة مايوحي إلى وجود شيء جميل أو له علاقة بالجمال وحلاوة العيش في هذه المدينة التي لم يعد لها من اسمها إلا الحروف ومن جمالها وسكون وهدوء عيشها إلا الذكريات , لم يعُد فيها للحكم المحلي أي دولة أو سلطان , كذالك الحال مع الحراك الجنوبي الذي أسقطها بيده ثم تركها فريسة للبلطجية ليأتي بعدهم من هم أشد منهم بطشاً وفتكاً من عسس الإمام , حولوها إلى ساحة للتفيد والانتقام , فلم يسلم من نهبهم واعتداءاتهم وفتك أسلحتهم سائق حافلة ولا حتى المعاقين والأطفال ,هم كما يقول الأهالي عسكر "أبو العوجاء" القادمين من عصيمات عمران .
قصص وحكايات مذهلة ومرعبة يرويها الأهالي تظهر حقيقة ما يمارسه جنود ينتمون إلى اللواء (135) مشاه القادم من عصيمات محافظة عمران والذي يقوده العميد "أبو العوجاء" والذي حطت إحدى كتائبة رحالها في مبنى المجمع الحكومي لمديرية الملاح فيما حلت باقي الكتائب في منطقة الراحة (جنوب عاصمة المديرية) خلفا للقوات العسكرية التي يقودها العميد فيصل رجب والتي جرى نقلها إلى محافظة أبين , ممارسات أقل مايمكن لنا وصفها بأنها مخزية وكارثية بالنسبة لمؤسسة عسكرية ينبغي عليها الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطن كذالك بالنسبة لسلطة محلية سلبتها تلك القوات نفوذها وهيبتها بل وحتى سلبها مبناها التي تمارس عملها فيه ,وباتت تمارس عملها في الشارع والمنازل في الوقت الذي بات فيه المبنى الذي أنفقت عليه الدولة أكثر من مائة مليون ريال بكل مافيه من أجهزة تكييف وغرف خاصة مقراً لقوات "أبو العوجاء" .
قتل للمواطنين الأبرياء ودونما أي أسباب بل وصل الأمر إلى إعدامهم وسط الشارع العام وسلب وتجريد القتلى كل مابحوزتهم من نقود ومقتنيات كما حصل للشاب رأفت صالح حيمد العطفي , سلب ونهب سائقي الحافلات والمركبات , إطلاق الرصاص على منازل المواطنين بل واقتحام البعض من تلك المنازل , دون مراعاة لحرماتها وترويع الساكنين وإعلاق أمنهم وسكينتهم , إجبار المواطنين على إغلاق محلاتهم التجارية تحت تهديد السلاح , الاعتداء على المواطنين بما فيهم الأطفال والمعاقين , كل هذه وغيرها هي عناوين لفصول مآسي يرزح تحت وطأتها الأهالي في مديرية الملاح التابعة لمحافظة لحج سوف يحاول "حيـــاة عدن" سرد تفاصيلها على أللسنة المواطنين البسطاء معززة بالصور والشواهد الحقيقية التي تؤكد ذالك .
"4" قتلى وأكثر من "20" جريح حصيلة ضحايا المواطنين :
تشير إحصائية مؤكدة حصل عليها "حياة عدن" إلى أن عدد الضحايا في صفوف المواطنين الذين سقطوا برصاص قوات كتيبة "أبو العوجاء" خلال الأربعة الأشهر الماضية قد بلغوا حوالي أربعة قتلى وأكثر من عشرين جريحا بينهم أطفال ومعاقين تم الاعتداء عليهم وسط الشارع العام لمدينة الملاح عاصمة المديرية آخرهم مواطن معاق يدعى علي سالم عامر تم الاعتداء عليه على خلفية ترديده للشعارات والهتافات الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال , أمام مرأى ومسمع الجميع , إضافة إلى كل ذالك فقد تعرض عدد كبير من منازل المواطنين ومحالهم التجارية لأضرار متفاوتة جراء تعرضها لإطلاق الرصاص بالأسلحة الرشاشة والدوشكا .
الطريق إلى المـــــــلاح :
الوصول إلى مدينة الملاح عاصمة المديرية ليس سهلاً، إذ يتطلب ذالك المرور عبر أربع نقاط تفتيش عسكرية منتشرة على الخط العام (عدن - صنعاء) اثنتين جنوب المدينة ومثلهما من جهة الشمال أو اجتياز طرق غير صالحة للسير, والمسافر الذي يتخطى هذه العقبات سيصل الى المدينة الجريحة , واجهات المنازل والمحلات التجارية مليئة بثقوب الرصاص، والأطلال هي كل ما تبقى من مباني بعض المرافق الحكومية , عشرات الجنود المدججين بالسلاح يرتدون زياً مدنياً يملئون شوارع وأزقة المدينة يُطلقون الرصاص هُنا وهُناك مع كل خلاف أو شجار مع المواطنين , حاولنا الاقتراب من بعض الجنود لنستفسر منهم عن السر الكامن وراء زيادة مشاعر الحقد والكراهية لدى المواطنين تجاههم وكذا معرفة حقيقة مايُقال عنهم في أنهم لا يخضعون لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة غير أن أحدهم سارع بإشهار سلاحه باتجاهنا محذراً إيانا من الاقتراب أو حتى مجرد الحديث معهم قائلاً : ( أمشي طوالي وانقلع من أمامي بسرعة ) وكان ردنا له بأن قلنا له بأنك مجرد جندي تخضع للمسائلة العسكرية والقوانين النافذة وقبل كل ذالك خضوعك للمدرسة الأخلاقية غير أن رده كان وقحاً ويفتقر إلى أخلاقيات المؤسسة العسكرية قائلاً : (أنقلع من أمامي الآن فأنا قبيلي سلاب نهاب ) .
- اعتداءات على المواطنين واقتحام للمنازل في الليل :
المواطن محفوظ العبسي أحد سكان عاصمة المديرية اعتبر ما يمارسه جنود اللواء "135" مشاه من قتل واعتداء وانتهاك للحرمات هي أعمال إرهابية لا فرق بينها وبين ما تمارسه الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة , ويضيف بالقول : ( لقد تحول ليلنا إلى جحيم فلا تمر ليلة إلا ويقوم الجنود الذين احتلوا مبنى المجمع الحكومي بإطلاق الرصاص على منازل المواطنين وفي الهواء بل ونفاجئ بقيام الجنود بالانتشار في الإحياء السكنية واقتحام بعض المنازل دون مراعاة للحرمات بحجة البحث عن مطلوبين , فأي مطلوبين يتم البحث عليهم في منازل المواطنين أنصاف الليالي بل أنهم يقوموا في بعض الأحيان بإطلاق الرصاص على جدران المنازل ليس لأي شيء سوى ترويع المواطنين وإذلالهم إضافة إلى قيامهم بالاعتداء بالضرب وبأعقاب البنادق على الكثير من المواطنين وأصحاب المحلات التجارية وكبار السن كما هو الحال مع الحاج محمود محمد عبيد الذي تم الاعتداء عليه وضربه ضرباً مبرحا دون مراعاة لسنة بل وبدون أي سبب سوى إنكاره لما يقوموا به من أعمال وممارسات واستفزازات للمواطنين وكذالك مع المسن محمد عليب (70) عام الذي أصيب بطلق ناري في الظهر ) .
أما المواطن ياسين منصور حاشد فيرى بأن مايحدث في مديرية الملاح من أعمال فوضى واعتداءات على المواطنين وترويع الآمنين من قبل جنود ينبغي عليهم حماية المواطنين لا يوجد ما يبرره بل لم نسمع بأنه قد حصل في أي منطقة أو مدينة يمنية وليس من المعقول أن يحدث كل هذا ولا تحرك السلطة المحلية في المديرية والمحافظة أي ساكن لوضع حد لتلك الأعمال والممارسات التي تتنافى مع القوانين الوضعية والسماوية والعادات والتقاليد القبلية .
وروى الشاب ياسين حاشد وهو أحد سكان عاصمة المديرية بعضاً من المشاهد والقصص المؤلمة التي حدثت أمام عينيه منها مايتعلق باعتداء الجنود على أطفال وشيوخ مسنين وكذالك اقتحامهم لبعض منازل المدينة في عتمة الليل وكيف يتعامل الجنود مع المواطنين بعد كل مسرحية يقوموا بها ليجعلوها ذريعة للقيام بهوايتهم المعتادة (حسب قوله) متسائلاً بالقول :
كيف يمكن لمسلحين ان يخترقوا أربع نقاط عسكرية منتشرة على مداخل ومنافذ المدينة ثم يقوموا بمهاجمة الجنود المحتلين لمبنى السلطة المحلية ثم يلوذوا بالفرار دون أن يتعرضوا لأي إصابات ؟ ثم لو صح ذالك فما هو ذنب المواطن المسكين الذي يتم الاعتداء عليه واقتحام منزله وترويع أطفاله ؟
المواطن حسن سالم أحمد استنكر وبأشد العبارات صمت السلطات المحلية والأمنية في المديرية والمحافظة تجاه ما يتعرض له المواطنين من قتل وانتهاك لحرمات منازلهم وترويع الأسر وتحويل المدينة إلى منطقة عسكرية خالية من الخدمات , مطالباً كل أصحاب الضمائر الحية الوقوف مع أبناء الملاح ومساندتهم في مواجهة مايتعرضوا له من انتهاكات من قبل قوات الجيش موجهاً نداء إلى قائد المنطقة الرابعة اللواء محمود الصبيحي للتوجيه بسحب القوات العسكرية من عاصمة المديرية وإعادتها إلى ثكناتها العسكرية .
- أما المواطن رياض سالم صلاح فقد روى للأمناء وبمرارة ماتعرض له من ضرب مبرح وبأعقاب البنادق من قبل الجنود الذين قال بأنهم قد قدموا في الثامنة من مساء الجمعة إلى أحد المحلات التجارية والذي كان متواجداً فيه وقاموا بسبهم وشتمهم وإطلاق الرصاص على المحل ثم قاموا بالاعتداء عليه وضربه ضرباً مبرحا أمام مرأى الجميع ليس لأي سبب سوى أنه استنكر قيام الجنود باقتحام المحل وإطلاق الرصاص على واجهات المبنى , وطالب رياض سالم بضرورة وضع حد لمثل تلك الأعمال والممارسات التي قال بأن استمرارها سوف يولد ردود أفعال لا تحمد عقباها .
- اقتحموا منزلي في الليل بحجة إنزال علم الجنوب :
المواطن صالح محمد صالح روى لـ"حياة عدن" كيف اقتحم حوالي ستة جنود منتصف الليل لمنزله وترويع أطفاله ليس للبحث عن مسلحين أو عناصر إرهابية بل للبحث عما هو أكبر من كل ذالك بوجهة نظر الجنود , ويضيف بالقول : ( لقد فوجئت وبينما كنا أنا وأفراد أسرتي في نوم عميق بعدد من الجنود يطلقون الرصاص على منزلي ويطالبون مني بسرعة فتح باب المنزل قبل ان يضطروا إلى كسره حسب قولهم , فسارعت بفتح الباب وعلى الفور قام الجنود بالدخول إلى المنزل دون مراعاة لحرمات المنازل وقاموا بتفتيش المنزل دون ان يوضحوا الغرض من اقتحام المنزل وحين لم يجدوا أي شيء صعد الجنود إلى سطح المنزل وقاموا بانتزاع علم دولة الجنوب وتمزيقه وتهديدي في حال قمت برفعه مرة ثانية بعقاب قاس (حسب قولهم)
- تفاصيل إعدام الشاب رأفت العطفي وسط الشارع العام :
مساء الجمعة قبل الماضية كانت مدينة الملاح على موعد مع فصول جريمة بشعة ارتكبتها قوات "أبو العوجاء" دون أي وازع ديني أو أخلاقي بحق شاب من أبناء منطقة السوداء التابعة لمديرية الملاح دون أي ذنب اقترفه سوى أن القدر قد جاء به أثناء تنفيذ تلك القوات لإحدى مسرحياتها الهزلية والتي غالباً ما تجعلها مبرراً لارتكاب الجرائم واقتحام المنازل والمحال التجارية .
حيث روى شهود عيان للأمناء فصول تلك الجريمة والتي بدأت فصولها قبل مغرب الجمعة الماضية حيث حضر إلى سوق القات الواقع في أطراف عاصمة المديرية حوالي ستة جنود بلباس مدني وقام البعض منهم بشراء "قات" وفجأة سُمع دوي إطلاق رصاص بالقرب من السوق لا يعرف أي أحد مصدره متزامناً مع صراخ أحد الجنود قال شهود العيان بأن صرخاته توحي وكأنه قد أصيب خلال إطلاق الرصاص حيث قام الجنود وعلى الفور بفتح نيران أسلحتهم وبطريقة عشوائية على المنازل والمحلات التجارية وكل ماهو جماد ومتحرك في محيط السوق , كما قاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على مواطنين وأصحاب محلات تجارية واعتقال البعض منهم .
وأضاف شهود العيان روايتهم بالقول : ( في تلك الأثناء وصل الشاب رأفت صالح حيمد العطفي "27" عام على متن سيارة نوع "بيجوت" أجرة قادما من عدن حيث يعمل في صندوق النظافة والتحسين بعدن حيث طلب من صاحب السيارة التوقف عند مشاهدته لسيارة أحد أبناء منطقته التي تبعد عن عاصمة المديرية بحوالي (2) كم دون أن يعلم بما يحصل حيث نزل من البيجوت حاملاً بيده هدايا وألعاب لأطفاله الثلاثة الذين يعيلهم حامداً الله على انه وجد سيارة توصله إلى القرية , وبينما كان في طريقة إلى السيارة طلق عدد من الجنوب الرصاص في الهواء وهرعوا مسرعين صوب الشاب رأفت وهم يسبوه وينعتوه بأشد العبارات ويقولون له "توقف أنت الذي أطلقت الرصاص مكانك ولا حركة أين سلاحك الذي أطلقت به الرصاص " فقال لهم " أنا لا أعرف عما تتكلمون عنه وانا الآن وصلت من عدن ولا أمتلك أي سلاح سوى ملابسي وهدايا أطفالي " حيث قام ثلاثة جنود بتفتيشه بصورة دقيقه ومهينة ولم يعثروا سوى على مبلغ مالي وقدرة "5000" الآف ريال سعودي كان أخوه المغترب في المملكة العربية السعودية قد أرسلها له عصر نفس ذالك اليوم ليوصلها إلى والده الذي يعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد , إضافة إلى هاتفه الجوال عندها اكتفوا بأخذ الفلوس والهاتف وأعادوا له باقي المستلزمات بما فيها "الشال" أي الكشيدة باللهجة الدارجة التي كانت بحوزته ) .
ويضيف شهود العيان خلال سردهم لوقائع الجريمة بالقول : ( وفي تلك الأثناء قدم عدد من الجنود من ثكنتهم العسكرية بمبنى السلطة المحلية وهم يطلقون الرصاص العشوائي حتى على السيارات المارة على الخط العام والتي لم تسلم هي الأخرى من تلك الرصاص التي اخترقتها قدموا باتجاه زملاءهم الذين كانوا يوجهوا الأسئلة إلى الشاب رأفت وفجأة صرخوا بصوت عالي في وجهه قائلين أقتلوا هذا (...) هو القاتل وقام أحدهم بسحبه من معطفه ودفعه بقوه للسير أمامهم ومن ثم قام بتصويب سلاحه صوب رأس الشاب رأفت مطالبا من زملاءه الابتعاد قليلاً ثم أطلق رصاصته القاتلة في الرأس ليسقط الشاب رأفت حيمد شهيداً في الحال مضرجاً بدمائه , ولم يكتفي جنود "أبو العوجاء" بجريمة قتلهم للشاب رأفت بل رفضوا السماح لأي شخص بإسعافه أو نقل جثته التي ضلت في مكانها حتى السابعة والنصف من مساء ذالك اليوم ) .
- أطباء وعاملين صحيين لم يسلموا من اعتداءات العسكر :
الأطباء والعاملين الصحيين في الملاح لم يسلموا هم الآخرين من اعتداءات عسكر "أبو العوجاء" حيث تعرض عيادات صحية وصيدلات بيع الأدوية للاقتحام والاعتداء على العاملين فيها بوحشية متجردة من كل مشاعر الإنسانية ودون أي تقدير أو مراعاة لما للمرافق الصحية من خصوصية , وهذا ماحصل للدكتور صالح حسن وكذالك للعامل عبدالباري محمد علي الذي تعرض للضرب بعد اقتحام الجنود للصيدلية التي يعمل فيها , كذالك الحال مع سائقي السيارات وحافلات النقل الذين تعرضوا لإطلاق الرصاص والاعتداء عليهم وعلى حافلاتهم والتي كان آخرها ماتعرض له الناشط في الثورة الجنوبية بردفان الخضر الصهيبي أثناء ماكان في طريق عودته من عدن وبمعية افراد اسرته حيث قام جنود النقطة العسكرية المستحدثة امام مبنى المجمع الحكومي بإطلاق وابل من الرصاص على سيارته نجى منها وأفراد اسرته بأعجوبة دون أي أسباب أو مبررات ر غم وقوفه في النقطة وتفتيش سيارته والسماح له بالمرور غير ان بعض الجنود لم يروق لهم ذالك فقاموا بإطلاق الرصاص على السيارة.