روسيا تُـنشـئ فندقها الفضائي بإطلالة فريدة…على الكرة الأرضية
لا بد من أنك فكرت يوماً بقضاء عطلة في واحدة من المدن الجذابة ذات الطبيعة الساحلية مثل إحدى جزر الكاريبي أو جزر هاواي لتكتسب القليل من السمرة أو النوم على نسمات بحرية و أجواء رومانسية رائعة وإن كانت في أحلامك البعيدة، لكن ماذا لو كانت وجهتك بالأساس حلم غير منطقي!؟
Orbital Technologies شركة روسية تطلق صافرة البداية لمشروعها القاضي بإنشاء أول فنادقها الفضائية الأكثر غرابة من أي فندق منافس. عملت فكرتهم عند إنشاء تلك الفنادق على البحث عن طريقة للتمتع بالهدوء و الاستجمام بعيداً لدرجة الخروج من نطاق الكرة الأرضية و طبعاً إيجاد مورد تجاري جديد من ناحية أخرى.
سيسمى الفندق رسمياً بـ”Commercial Space Station” أي محطة الفضاء التجارية وستكون قادرة على استيعاب سبعة ضيوف بأربعة مقصورات لتدور حول الأرض على ارتفاع 350 كيلومتر فوق سطحها، سوف تتمتع بالاسترخاء داخل غرفتك بانعدام الجاذبية، وستتمكن من إمضاء وقتك في النظر إلى الإطلالة الفريدة على عالمك كاملاً من نافذة صغيرة أو متابعة بعض برامجك المفضلة على التلفاز، تصفح الانترنت أو النوم بشكل أفقي أو رأسي حسب رغبتك، لن يكون هناك للأسف أي منابع مياه فستضطر لاستخدام المناديل المبللة أثناء الحاجة للاغتسال، حتى في المراحيض التي ستحمل النفايات لتتدفق عبر الهواء نحو الفضاء الخارجي.
تعتمد المركبة على الهواء و المياه العادمة في تزويدها بالمياه الصالحة للشرب عن طريق تقنيات إعادة التدوير المزودة في الأقمار الصناعية و من ثم إعادة استخدامها من قِبَل شاغري الفندق، وسيتم إعداد الطعام على الأرض والذي تقوم الشركة بتجميده و تجفيفه قبل الذهاب به إلى المركبة من ثم إلى الفضاء الخارجي، سيجد معظم العملاء الراغبين في تجربة تلك الرحلة مشكلة بسيطة أخرى ولربما تكون كبيرة عند البعض، وهي أن الشركة تمنع نهائياً إدخال المشروبات الروحية و الكحول إلى مقصورة السفينة الفضائية للحفاظ على سلامة الركاب الصحية والذين سيكونون في حالة دوخة و غثيان تلقائياً بعد نسيان الجاذبية.
تقلع الرحلة بحقيبتها المتكملة من المعدات و الخدمات المقدمة بما يقارب المليون دولار أمريكي، وستكون هذه الحزمة كافية للإقامة لمدة خمسة أيام في الفضاء الخارجي بالإضافة إلى يوم أو اثنين من وإلى المحطة والتي ستقلع عن طريق صاروخ “Soyuz”، وفقاً لما قدمته إدارة تطوير ذلك الفندق التجاري من تقارير فإن المركبة ستكون على استعداد لإطلاق أول رحلاتها بحلول عام 2016 لبداية تجربة لم تحدث مسبقاً على متن أحدث السفن الفضائية المضيفة.
بالتأكيد أننا نلحظ الآن بعض إشارات التعجب حول إمكانية صمود الشخص في جو غريب عنه تماماً داخل مقصورة صغيرة بلا منتزه أو فسحة لاستنشاق الهواء النقي عند الصباح الذي لن تستطيع أن تميزه على متن تلك المركبة، وكيف ستجد الشركة طريقها لإمتاعك ومنعك عن التفكير في الندم على دفعك لآلاف الدولارات لقضاء إجازة خارج العالم؟ لأنك نظرياً ستجد نفسك في علبة مقيدة بدون غذاء لذيذ، مقاصد سياحية، أو أي من أدوات التسلية البسيطة، أم سترى الإدارة أنه من الكافي طرح الفكرة ببساطة وإن السياح سينجذبون لدفع تلك الآلاف فقط لمجرد سماعها؟ تجربة مذهلة لكنني لا أعتقد أنني سأكون بصدد تجربتها إن سنحت لي الفرصة. ماذا يقول القراء؟