أجرى المركز الإعلامي الجنوبي حوار مع الدكتور محمد علي السقاف أستاذ القانون الدولي تطرق من خلاله إلى ابرز حيثيات القضية الجنوبية على المستوى الدولي والمحلي حيث أكد أن قرارات مجلس الأمن الدولي الحديثة لاتلقي القرارين 924و931 كما دعا إلى العمل من اجل تفعيل القرارات السابقة والعمل من اجل صدور قرارات جديدة لصالح الجنوب وأكد على أن تحقيق فك الارتباط وفرض فترة انتقالية لمرحلة فك الارتباط يتم إعادة بناء هياكل الدولة بمساعدة الأمم المتحدة والدول المتقدمة وفيما يلي نص الحوار:
1- المعروف عنكم أنكم واكبتم الحراك الجنوبي منذ الوهلة الأولى ماهو تقييمكم للمراحل التي مر بها الحراك السلمي الجنوبي والى أين وصل؟
أزعم أن النخب المثقفة هي لم تواكب فحسب بل ساهمتفي اندلاع الحراك بمشاركةلاحقا لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين بالثورات أساسها تستند إلى أفكار المفكرين والنخب المثقفة من هنا منذ الانطلاقةالأولى في ٢٠٠٧ كان حراكا ثم تحول لاحقا إلى ثورة والقيادات التي ساهمت في هذا التحولتم محاولة الحلول محلها من قبل من ركب قطار الثورة متأخرا المهم الآن هو بروز دور الشباب والمواطن البسيط كرقمين يصعب تجاوزهما في السباق على الزعامة والقيادة وهذا تطورإيجابي .
2- على الرغم من ان ثورة الحراك مستمرة منذو أكثر من سبعة أعوام وهو يطالب بالتحرير و الاستقلال واستعادة الدولة غير أن هناك من الساسة والمحللين على مستوى دولي يرى بأنه لا يوجد مشروع سياسي ولا رؤية إستراتيحية واضحة تحدد شكل الدولة ونظام الحكم ، فإلى أي مدى يعتبر ذلك صحيح ، وهل هذا يعد السبب في التجاهل الحقيقي للمجتمع الدولي لقضية الجنوب ؟
هذا صحيح والمعضلة أن منلديهم المال يتميزون بغياب الرؤىوالفكر ومن لديهم رؤى وفكر ليس لديهم المال ؟
القيادات التي لحقت بالثورةلديها المال دون امتلاكها لفكر والنخب الجنوبية هم يمتلكون الفكر دون المال ولا
يحدث تعاون بين الطرفين القيادات لا تريد الاقتراب بالنخب حتي لا تكتشف حجم فراغها الفكري والنخب
وان استعدت للتعامل مع القيادات تتهم بالتبعية وتغييب حرية تفكيرهم ونقدهم للسياسات الخاطئة للقيادات
من هنا أرى أن على النخبالتواصل مع رجال الأعمال الجنوبيين بدعوتهم في تمويل مشاريع الجنوب المستقبلية أو الطلب من كل مغترب جنوبي دفع اشتراك شهري منتظم بحده الأدنى تصور آن بعض القيادات الكبيرة وهي التي بحوزتها مئات الملايين من الدولارات تطلب من المغتربين إرسال أموال إلى الداخل باسم ذلك القيادي وكأنها من عنده من هنا أطالب بالامتناع من عملذلك والقيام بتأسيس صندوق تمويل الدراسات اللازمة.
3- هل لديكم إتصالات مع المبعوث ألأممي جمال بن عمر حول مطلب شعب الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال ؟
للأسف انقطع هذا التواصل معه الذى بدأ مبكرا في عام 2011م حين التقيت به في نيويورك وجها لوجه لأكثر من ساعة وآخر لقاء مباشر معه كان في دبي في مارس الماضي المشكلة هنا أن القيادات المسماة بالتاريخية أعطت انطباع أنها الممثلً الوحيد لشعب الجنوب وتستدل بالصور التي يرفعها البعض لها في المليونيات والعالم يصدقها بل ربما يفضل التعامل معشخصيات يعرفون ماضيهمالسياسي من التعامل معالنخب المؤهلة الذي يصعب الضحك عليها.
4- هل قرارات مجلس الأمن الدولي الحديثة تلقي قرارات مجلس الأمن 924و931 التي صدرت إبان حرب احتلال الجنوب في صيف 1994م ؟
لا تلغيها حيث تنص في الفقرة الأخيرة منها ( أن تبقي هذه القضية قيد الدراسة)المهم كيف نفعل القرارات السابقة والعمل من اجل صدور قرارات جديدة لصالح الجنوب لاحظ ان القرارين الرئيسيينلمجلس الأمن الأخيرين لم يجري التأكيد علي الوحدة اليمنية كما يدعي البعض في صلب مواد القرارين وإنما جاء ذكرهما في حيثيات بداية النص مما يعني مدلولهما القانوني ضعيف طالما لم يدرج في صلب القرار.
5- هناك من القيادات السياسية الجنوبية تتبنى مشروع الحكم الفدرالي المزمن كحل لقضية الشعب الجنوبي المطالب باستعادة دولته ، ويؤكدون بانه أفضل وانسب من مشروع فك الارتباط ويعللون ذلك بانه يساعد في بناء مؤسسات الجنوب التي دمرها الشمال حيث يعتبرون بان فك الارتباط مباشرة سيقود الى حرب أهلية جنوبية والتفكك فأيهما ترى صحيح ؟
حين حصل الجنوب علي الاستقلال كانت مؤسسات الدولة موجودة ولم يتطلب منهم ذلك بناء المؤسسات كالقضاء والتعليم والجيش بعكس حالة اليمن الشماليفي سبتمبر ١٩٦٢ كان عليهم إيجاد وبناء مؤسسات الدولةمن العدم بعكس حالة الجنوب ومثل اغلب المستعمرات لم تكن هناك حاجة لبناء الدولة اعتقد أن أصحاب مشاريعالفيدرالية يبالغون جداً لتبرير فترة خمس سنوات منالانتظار حتى هذه الصيغة والفترة الزمنية لم تعد مقبولةعند الشماليين في رأي المهمتحقيق فك الارتباط وفرض فترة انتقالية لمرحلة فك الارتباط يتم إعادة بناء هياكل الدولة بمساعدة الأمم المتحدة والدول المتقدمة.
6- هل هناك أي ضرر من رفع علم الجنوب العربي في الفعاليات الجنوبية كتعبير عن الهوية الجنوبية كون هناك من يعتبر ان رفعة ضرر بالقضية الجنوبية ويجب رفعة علم اليمن الديمقراطية فقط؟
في رأي أن دولة الجنوب دخلت في الوحدة بعلم اليمنالديمقراطية وهي تريد فك ارتباطها بالوحدة الفاشلة من الأفضل أن يتم ذلك بعلمنفس الدولة التي دخلت بهافي الوحدة وباستعادة مقعد الجنوب في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ينظم استفتاء شعبيحول تسمية الدولة بدولة الجنوب العربي ويختار علمها الجديد يجب أن لا ننسي أن المحافظات الشرقية لم تكن ممثلة في دولة اتحاد الجنوب العربيولكن هذا لا يمنع من الآن إعلان أن هويتنا مرتبطة بالجنوب العربي وان مسمي الدولة وهويتها سيتم الاستفتاء عليه عند استعادة الدولة مباشرة.
7- كثير مانسمع مصطلح الرئيس الشرعي يتكرر أنت رجل قانون هل يوجد في الثورات رئيس شرعي أو زعيم شرعي ومن هو صاحب الشرعية الحقيقة؟
حامل اللقب الحالي وقع على آخر اتفاقية الوحدة بصفته أمين عام الحزب الاشتراكي كممثلاً لدولة الجنوب في الاتفاقية الدولية وليس كرئيس دولة الجنوب وذلك على أساس أن الحزب هو قائد المجتمع والدولة وفي إعلان ٢١ مايو ١٩٩٤ بسبب ظروف الحرب تم تشكيل حكومة برئيس ونائب رئيس دون انتخابوالشرعية تكتسب عادة بالانتخابوفي الثورات تظهر زعاماتتقود الثورة وليس رئاسة شرعية والشرعية للثورة الجنوبية هو شعب الجنوبوحده وهنا تظهر إشكالية التمثيل الجنوبي الجامع لجميع الفصائل الثورية والحاجة الماسة في التوصلإلى اتفاق حول من يمثل الجنوب في الداخل والخارج .
8- ماهو المطلب الذي يجب أن ينادي بة شعب الجنوب هل فك الارتباط ام التحرير والاستقلال ام استعادة الدولة ام تقرير المصير خصوصا ان لكل مطلب طريقة توصل الية ؟
كثرت المصطلحات فتعبير حق تقرير المصير حصل عليه الجنوب أصلا بإستقلالهمن بريطانيا وفك الارتباط يعني إنهاء رابطة الوحدة التي تمت مع الشمال في مايو ١٩٩٤ وبفك الارتباط سيعني ذلك استعادة دولة الجنوب شخصيتها الدولية كدولة ذات سيادة عضوا في الأممالمتحدة والجامعة العربية والاستقلال والتحرير هي مصطلحات سياسية أكثر منها قانونية بينما نحن بفك الارتباط نستعيد علاقاتنا الدولية السابقة ولا نبني علاقات دولية من الصفر تستعيد كامل حقوقنا كدولة كانت قائمة منذ عام ١٩٦٧ وليست كدولة حديثةالاستقلال نسعي إلى طلب العضوية في المنظمات الإقليمية والدوليةواستعادة الدولة بفك الارتباط لا يعني عودة هذه الدولة بنظامها السياسي السابق يجب الفصل والتمييز بين استعادة الدولةوالحق في تبني نظام سياسي مختلف كلية عن النظام الشمولي والماركسي الذي كان سائدا قبل الوحدة نعم لاستعادة الدولة ولا وضد استعادة نظامها السياسي السابق.
9- كلمة أخيرة توجهها عبر المركز الإعلامي الجنوبي إلى شباب وإعلاميين الجنوب ؟
رسالتي للشباب عماد الثورةالجنوبية:
١- تسلحوا بالإيمان والعلموالمعرفة مفاتيح النجاح نحومستقبل مشرق للجنوب.
٢- تعلموا من الآن في احترام الرأي والرأي الآخر .
٣- دم الجنوبي علي الجنوبي حرام.
٤- لا تتعاطوا المخدرات وحبوب الهلوسة فهي أدواتتستخدم ضدنا لإفشال نجاح ثورتنا السلمية التي يجب أن تستمر بطابعها السلمي ولاتنزلقوا إلى مظاهر العنف المسلح إلا في حالة الدفاع على النفس
ورسالتي للأخوة الإعلاميين بان يبتعدوا عن الخطاب العنصري وبعض المصطلحات الغير لائقة كتعبير دحباشي أو غير ذلكعليكم عدم الخوض في الأصول العرقية للمواطنين هذا جنوبي أصوله دحباشية وذاك أصوله هندية أو صومالية أو حبشية مما يلطخ طبيعة هويتنا ومصدر قوتنا في التنوع والتعدد الفكري المتحد في أهدافه لاستعادة الدولة دولة القانون والمساواةالعمل على تقديم رسالة إعلامية مبنية على سرد الحقائق كما هي وليس كما نريد أن تكون وياليت لو تفتح نوافذ علي تجارب الثورات الأخرى التي سبقتنا للاستفادة منها والاقتداء بالنماذج الطيبة منها علي مستواي القياداتوآليات النضال التي حققت نجاح الثورات واثقا أننا بثورتنا الجنوبية سنشكل نموذجا أيضاً يقتدي به وسيكون النصر حليفنا دون محالة أن شاء الله.